جلسة التعارف بين الشريكين المحتملين تُعدّ خطوة أساسية في مسار الزواج، فهي فرصة للتّقارب، لفهم الآخر، ولإعطاء الانطباع الأول. كثير من العلاقات تبدأ بهذه الجلسة، وأحيانًا تُهدم بسبب تصرّف خاطئ في هذه اللحظة الحاسمة. لذا فإن الوقوف على الأخطاء التي ينبغي تفاديها — ومعرفة كيف تتجنّبها — قد يجعل الفرق بين بداية موفّقة وندم لاحق.
فيما يلي عدد من الأخطاء الشائعة التي يقع فيها بعض المقبلين على الزواج في جلسة التعارف، مع اقتراحات لكيفية تجنبها وتحويل اللقاء إلى فرصة إيجابية للتواصل الحقيقي.

الأخطاء الشائعة في جلسة التعارف وكيفية تجنبها
1. عدم الاهتمام بالمظهر الخارجي
الانطباع البصري في اللقاء الأول قوي جدًا، وما يراه الطرف الآخر من أناقة، نظافة، ترتيب في المظهر يمكن أن يؤثّر على الصورة العامة التي يُكوّنها عنك.
كيف تتجنّب ذلك؟
اختر ملابِسًا لائقة ومناسبة للمكان — أنيقة لكن ليست مبالغًا فيها.
اعتنِ بنظافتك الشخصية (تقصير الأظافر، تنظيف الأسنان، عطر خفيف إن أمكن).
لا تفرط في الماكياج أو الزينة إذا كنت امرأة، ولا تبالغ في التأنّق إذا كنت رجلاً بشكل يُشعِر الطرف الآخر بعدم الصدق.
2. الحديث عن الماضي أو التجارب السابقة مبكرًا
من الأخطاء التي تسيء للقاء أن تُفتح مواضيع مثل العلاقات السابقة أو أخطاء قديمة في البداية، فهذا قد يثير الحذر أو الخوف لدى الطرف الآخر.
التجنّب الأفضل:
اترك الحديث عن الماضي — خصوصًا الأمور الحساسة — لفترة لاحقة بعد أن تتكوّن الثقة تدريجيًا.
ركّز في اللقاء الأول على الحاضر والمستقبل (الهوايات، الطموحات، القيم المشتركة) بدلاً من إحياء الذكريات.
3. الكذب أو المبالغة في الذات
الكذب أو التجميل المبالَغ فيه قد يؤدي لاحقًا إلى صدمة وخيبة أمل، خاصة عندما تنكشف الحقيقة.
نصيحة:
كن صادقًا في وصف نفسك: إذا كنت مبتدئًا في مجال ما، قول ذلك بصراحة مع الإشارة إلى رغبتك في التعلّم والتطوّر.
لا تدع رغبتك في الإبهار تدفعك إلى تقديم صورة غير واقعية، لأن الثقة تُبنى على الأصالة.
4. الاستفسار الفجّ أو النقد المالي المباشر
من الأخطاء الشائعة أن يُسأل الطرف الآخر بحدة عن راتبه أو دخله، أو يُقدَّم سؤال نقدي بشكل فجّ، مما يولّد شعورًا بعدم الاحترام أو الشك. annahar.com+2إقرأ ستور+2
كيف تتجنّبه؟
بدلاً من أن تقول “كم راتبك؟”، يمكنك أن تتحدث عن التزامات الحياة، أو التحديات المالية التي تواجهها كشخص، وتدع المجال للطرف الآخر بالتحدث إذا شاء.
لا تدخل في تفاصيل مالية كبيرة في اللقاء الأول، بل احرص على أن تكون الأسئلة مدروسة ولطيفة.
5. تجاهل الضيافة والأدب
أن تجلس مع طرفٍ دون لفتة بسيطة من الكرم أو الاحتفاء قد يعطي انطباعًا بأنك غير مهتمّ أو بخيل، مما يثير النفور. annahar.com
ما يمكنك فعله؟
اعرض على الطرف الآخر مشروبًا أو شيء خفيف إذا كان اللقاء في مقهى أو مكان يسمح بذلك.
أظهر آدابك: افتح الباب إذا كنت تفعل ذلك، ابتسم، شكر عندما تُدعى، أظهر الاحترام في الحديث.
6. طرح أسئلة جريئة جدًا أو غير مناسبة
بعض الأسئلة قد تسبب إحراجًا أو تردّ الطرف الآخر. كأن تدخل سريعًا في مواضيع حساسة أو شخصية جدًا. annahar.com+2اليوم السابع+2
التجنّب المقترَح:
احرص أن تكون الأسئلة معتدلة، تراعي الخصوصية.
لا تدخل في موضوعات الجنس أو التفاصيل الحميمة في اللقاء الأول.
ابدأ بأسئلة مفتوحة مثل: “ما الذي تحب أن تفعله في وقت فراغك؟” أو “ما طموحك في السنوات القادمة؟”
7. تحويل الجلسة إلى استجواب أو تحقيق
إذا صار الحوار وكأنه مقابلة رسمية أو تحقيق، يشعر الطرف الآخر بأنه تحت المراقبة وليس في محادثة ودّية. إقرأ ستور
الحل:
اجعل الحوار متبادَلًا: أنت تسأل، وهو/هي تسأل، تشارك المعلومات تدريجيًا.
لا تطرح عشرات الأسئلة المتلاحقة بسرعة كبيرة.
أضف فقرات خفيفة من الحديث غير الرسمي، من المزاح الخفيف إلى التعليق العام.
8. إهمال لغة الجسد والتواصل غير اللفظي
الكلمات ليست كل شيء، بل أحيانًا ما تقول بجسدك أهم من ما تقول. إقرأ ستور
نصائح عملية:
اجلس بوضعية مريحة ومنفتحة، لا تُظهر أنك تغلق نفسك (مثل طي الذراعين).
استخدم التواصل البصري بحيث لا تكون نظراتك هجومية، ولا تتجنّب النظر كليًا.
انتبه لتعابير الوجه: ابتسامة لطيفة تُمدّ جسورًا من الودّ.
9. تدخل الأهل بأسلوب مهيمن أو مسيطر
وجود الأهل في جلسة التعارف أمرٌ مقبول في كثير من الثقافات، لكن تحكُّمهم في الحوار أو تحويله إلى جلسة رسمية قد يضع دون قصد حاجزًا بين الطرفين. إقرأ ستور
كيفية التعامل:
دع الأهل يكون دورهم داعمًا، وليس مسيطرًا على الحوار.
يُفضل أن يُعطى الفرصة للطرفين بالتحدث بينهما في جزء من اللقاء بعيدًا عن المراقبة الكثيفة.
إذا أراد أحد أفراد العائلة الدخول في موضوع ما، فليكن ذلك عبر استئذان أو بلطف.
10. غياب التوازن بين العاطفة والعقل
كأن تكون الجلسة كلها مشاعر أو كلها شروط عقلية جامدة، وكلاهما غير متكامل قد يؤدي إلى تباعد أو صعوبة في اتخاذ قرار. إقرأ ستور
كيف تحقّق التوازن؟
اجمع بين التعبير عن ما تشعر به وبين مناقشة الموضوعات العملية (القيم، الحياة المستقبلية، الطموحات).
لا تتسرّع في إطلاق أحكام أو اتخاذ قرارات كبيرة في اللقاء الأول، بل دع الموضوعات تنمو تدريجيًا.
استشر أهلًا موثوقين إذا وجدت مواضع تحتاج لآراء مستقلة.

نموذج مقترح لسير الجلسة — خطوات عملية
إليك نموذجًا مبسطًا لكيف يمكن أن تسير جلسة التعارف:
المرحلة | ما المقترح فعله | الملاحظات |
---|---|---|
التحية والافتتاح | استقبِل الطرف الآخر بابتسامة، سلام، مجاملات خفيفة | اجعل البداية مريحة ودافئة |
تبادل الاهتمامات | تحدث عن الهوايات، الأعمال، قراءة، أفلام، أشياء يحبها كل منكما | لا تكثر من الأسئلة دفعة واحدة |
الحديث عن القيم والرؤية | تطرّق إلى ما يؤمن به كلاكما في الحياة، ما ترغب به في الشريك | اختر أسلوبًا معتدلًا في الطرح |
الحديث عن الطموحات المستقبلية | اذكر أهدافك وشغفك، واسأل الطرف الآخر عنها أيضًا | لا تدخل في تفاصيل مالية كبيرة في البداية |
إنهاء اللقاء | اشكره على الوقت، اقترح لقاءً آخر إن كان اللقاء إيجابيًا، لا تطلِب موافقة فورية | دع الباب مفتوحًا للنقاش المستقبلي |
نصائح إضافية للمقبلين على الزواج
التحضير النفسي والعقلي: اقرأ كتبًا أو مقالات في العلاقات، وكن على وعي بذاتك — نقاط القوة والضعف.
الصبر والهدوء: لا تتوقع أن كل شيء يُحسم في اللقاء الأول، فمعرفة الشخص تحتاج وقتًا.
اصغِ جيدًا: أكثر ما يُقدَّر في الحديث أن تُظهر أنك تستمع.
الصدق دائمًا: الصدق يبني الثقة ويُكوِّن الأساس الصحي لأي علاقة.
احترام الخصوصية: بعض التفاصيل والمواضيع تكون مناسبة لاحقًا وليس في البداية.
تجنّب التطرّف في المزاح أو التعليقات الجارحة: الدعابة جيدة، لكن الحدود مهمة.
الخاتمة
جلسة التعارف هي لقاء ليس مجرد تبادل كلمات، بل هي نافذة للتعرّف الحقيقي على الآخر. الأخطاء التي قد يراها البعض بسيطة قد تترك أثرًا كبيرًا على الانطباع والثقة. بالتجهيز الجيد، وبالتوازن بين الصدق والاحترام، يمكنك أن تجعل هذا اللقاء نقطة انطلاق لعلاقة صحية وقوية.